للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (النحل/ ٩٠) قال عثمان: فذلك حين استقرّ الإيمان في قلبي وأحببت محمّدا. وفي الحديث كشّر أي ضحك حتّى ظهرت أسنانه) * «١» .

١٨-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا محمّد إنّا نجد أنّ الله يجعل السّماوات على إصبع والأرضين على إصبع، والشّجر على إصبع والماء والثّرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثمّ قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (الزمر/ ٦٧) * «٢» .

١٩-* (عن أمّ عطيّة- رضي الله عنها- أنّها قالت: دخل علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن نغسل ابنته فقال: «اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك بماء وسدر وابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها واجعلن في الآخرة كافورا. فإذا فرغتنّ فآذنّني. فلمّا فرغنا آذنّاه فألقى إلينا حقوه فقال: «أشعرنها إيّاه» [الحقو: الإزار، أشعرنها: اجعلنه ممّا يلي بدنها] ) * «٣» .

٢٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «سبعة يظلّهم الله تعالى في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه: إمام عادل وشابّ نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلّق في المساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إنّي أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه» ) * «٤» .

٢١-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فرج عن سقف بيتي وأنا بمكّة. فنزل جبريل صلّى الله عليه وسلّم. ففرج صدري. ثمّ غسله من ماء زمزم. ثمّ جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري. ثمّ أطبقه. ثمّ أخذ بيدي فعرج بي إلى السّماء. فلمّا جئنا السّماء الدّنيا قال جبريل عليه السّلام لخازن السّماء الدّنيا:

افتح. قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل. قال: هل معك أحد؟ قال: نعم. معي محمّد صلّى الله عليه وسلّم. قال:

فأرسل إليه؟ قال: نعم. ففتح. قال: فلمّا علونا السّماء الدّنيا فإذا رجل عن يمينه أسودة «٥» ، وعن يساره أسودة. قال: فإذا نظر قبل يمينه ضحك. واذا


(١) أحمد (١/ ٣١٨) رقم (٢٩٢٢) واللفظ له، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح ٤ (٣٣١) . وقال ابن كثير في التفسير: حديث حسن (٢/ ٥٨٣) . والحديث ذكره الهيثمي في المجمع وقال: رواه أحمد والطبراني وفيه شهر به حوشب وثقه أحمد وجماعة وفيه ضعف لا يضر وبقية رجاله ثقات وعن عمرو بن العاص نحوه وقال: إسناده حسن (٧/ ٤٨، ٤٩) .
(٢) البخاري- الفتح ٨ (٤٨١١) .
(٣) البخاري- الفتح ٣ (١٢٥٤) واللفظ له. ومسلم (٩٣٩) .
(٤) البخاري- الفتح ٣ (١٤٢٣) واللفظ له. ومسلم (١٠٣١) .
(٥) أسودة: جمع سواد. كقذال وأقذلة، وسنام وأسنمة، وزمان وأزمنة. وتجمع الأسودة على أساود. وقال أهل اللغة: السواد الشخص. وقيل: السواد الجماعات.