للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنّه مرّ بقوم بين أيديهم شاة مصليّة «١» فدعوه فأبى أن يأكل. قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الدّنيا ولم يشبع من الخبز الشّعير) * «٢» .

٢٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «تعس «٣» عبد الدّينار والدّرهم والقطيفة «٤» والخميصة «٥» ، إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض» ) * «٦» .

٢١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما-، فقال:" ما أخرجكما من بيوتكما هذه السّاعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله، قال: «وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الّذي أخرجكما، قوموا» فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلمّا رأته المرأة، قالت:

مرحبا وأهلا، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أين فلان؟» .

قالت: ذهب يستعذب «٧» لنا من الماء، إذ جاء الأنصاريّ فنظر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصاحبيه، ثمّ قال: الحمد لله، ما أجد اليوم أكرم أضيافا منّي، فانطلق فجاءهم بعذق «٨» فيه بسر وتمر ورطب، فقال:

كلوا من هذه، وأخذ المدية «٩» فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«إيّاك والحلوب» . فذبح لهم، فأكلوا من الشّاة ومن ذلك العذق، وشربوا، فلمّا أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما-: «والّذي نفسي بيده لتسألنّ عن هذا النّعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثمّ لم ترجعوا حتّى أصابكم هذا النّعيم» ) * «١٠» .

٢٢-* (عن أبان بن عثمان- رضي الله عنهما- قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان بنصف النّهار، قلت: ما بعث إليه هذه السّاعة إلّا لشيء سأل عنه، فسألته فقال: سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من كانت الدّنيا همّه، فرّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدّنيا إلّا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيّته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدّنيا وهي راغمة» ) * «١١» .

٢٣-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- قال:

خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمشي وحده. ليس معه إنسان. قال: فظننت أنّه يكره أن يمشي معه أحد. قال: فجعلت أمشي في ظلّ القمر. فالتفت فرآني فقال: «من هذا؟» . فقلت: أبو


(١) مصلية: مشوية.
(٢) البخاري- الفتح ٩ (٥٤١٤) .
(٣) تعس: دعاء عليه بالهلاك، وهو الوقوع على الوجه من العثار.
(٤) القطيفة: كساء له خمل.
(٥) الخميصة: ثياب خز أو صوف معلمة.
(٦) البخاري- الفتح ١١ (٦٤٣٥) .
(٧) يستعذب الماء: أي يأتي بالماء العذب الصافي.
(٨) العذق: هي الكباسة وهي الغصن من النّخل، وهو بمنزلة العنقود من العنب.
(٩) المدية: السكين.
(١٠) مسلم (٢٠٣٨) .
(١١) ابن ماجة (٤١٠٥) واللفظ له قال في الزوائد: صحيح ورجاله ثقات، وهو عند الترمذي (٢٤٦٥) من رواية أنس ابن مالك- رضي الله عنه- وبدون قصة وسكت عنه.