للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حديثها. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «من ابتلي من البنات بشيء، فأحسن إليهنّ كنّ له سترا من النّار» ) * «١» .

١٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «الخيل لثلاثة: لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر. فأمّا الّذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله، فأطال في مرج أو روضة «٢» . فما أصابت في طيلها ذلك المرج والرّوضة كان له حسنات، ولو أنّها قطعت طيلها فاستنّت شرفا أو شرفين، كانت آثارها وأرواثها حسنات له، ولو أنّها مرّت بنهر فشربت منه، ولم يرد أن تسقى به، كان ذلك حسنات له، وهي لذلك الرّجل أجر. ورجل ربطها تغنّيا وتعفّفا، ولم ينس حقّ الله في رقابها ولا ظهورها فهي له ستر، ورجل ربطها فخرا ورياء، فهي على ذلك وزر. وسئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الحمر قال: «ما أنزل الله عليّ فيها إلّا هذه الآية الفاذّة الجامعة فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (الزلزلة/ ٧- ٨)) * «٣» .

١٥-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: دخل عليّ أفلح بن أبي القعيس فاستترت منه، قال: تستترين منّي وأنا عمّك؟ قالت: قلت: من أين؟

قال: أرضعتك امرأة أخي، قالت: إنّما أرضعتني المرأة ولم يرضعني الرّجل، فدخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحدّثته فقال: «إنّه عمّك، فليلج عليك» ) * «٤» .

١٦-* (عن العبّاس- رضي الله عنه- قال:

دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعنده نساؤه، فاستترن «٥» منّي إلّا ميمونة، فقال: لا يبقى في البيت أحد شهد اللّدّ «٦» إلّا لدّ، إلّا أنّ يميني لم تصب العبّاس، ثمّ قال: مروا أبا بكر أن يصلّي بالنّاس، فقالت عائشة لحفصة: قولي له: إنّ أبا بكر رجل إذا قام مقامك بكى، قال: مروا أبا بكر ليصلّ بالنّاس، فقام فصلّى، فوجد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خفّة، فجاء، فنكص أبو بكر- رضي الله عنه- فأراد أن يتأخّر، فجلس إلى جنبه ثمّ اقترأ) * «٧» .

١٧-* (عن صالح السّمّان قال: رأيت أبا سعيد الخدريّ في يوم جمعة يصلّي إلى شيء يستره من النّاس، فأراد شابّ من بني أبي معيط أن يجتاز بين يديه، فدفع أبو سعيد في صدره، فنظر الشّابّ فلم يجد مساغا إلّا بين يديه، فعاد ليجتاز فدفعه أبو سعيد أشدّ من الأولى، فنال من أبي سعيد ثمّ دخل على مروان فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد، ودخل أبو سعيد خلفه على مروان، فقال: ما لك ولابن أخيك يا أبا سعيد؟ قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إذا صلّى أحدكم إلى شيء يستره من النّاس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله، فإنّما هو


(١) البخاري- الفتح ٣ (١٤١٨) ومسلم (٢٦٢٩) واللفظ له
(٢) المرج: الأرض الواسعة ذات النبات الكثير تمرج فيه الخيل، والروضة أخصب من المرعى.
(٣) البخاري- الفتح ١٣ (٧٣٥٦) واللفظ له ومسلم (٩٨٧) مطولا.
(٤) أبو داود (٢٥٧) ، قال الألباني (٢/ ٣٨٧) ١٨١٢: صحيح وأصله في الصحيحين. ويلج عليك: أي يدخل عليك.
(٥) الاستتار هنا بمعنى الحجاب.
(٦) اللّدّ: أن يؤخذ بلسان المريض فيمد إلى أحد شقيه ويوضع في الأخرى الدواء على غير إرادته بين اللسان وبين الشدق. وقد فعلوا ذلك معه فلما أفاق دعا عليهم بذلك.
(٧) أحمد (١/ ٢٩) واللفظ له وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (٣/ ٢١٤) . وأخرجه الهيثمي في المجمع (٥/ ١٨١) وقال: رواه أحمد والطبراني والبزار باختصار كثير وأبو يعلى أتم منهم وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري، وبقية رجاله ثقات.