للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البضعة تدردر «١» ، يخرجون على حين فرقة «٢» من النّاس» . قال أبو سعيد: فأشهد أنّي سمعت هذا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرّجل فالتمس، فوجد، فأتي به، حتّى نظرت إليه، على نعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «٣» الّذي نعت) * «٤» .

١١-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطّائفتين بالحقّ» ) * «٥» .

١٢-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: خطّ لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطّا ثمّ قال: «هذا سبيل الله» ، ثمّ خطّ خطوطا عن يمينه وعن شماله ثمّ قال: «هذه سبل» - قال يريد: متفرّقة- «على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثمّ قرأ: وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (الأنعام/ ١٠٣) » ) * «٦» .

١٣-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: خطبنا عمر بالجابية فقال: يا أيّها النّاس إنّي قمت فيكم كمقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فينا فقال: «أوصيكم بأصحابي، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ يفشو الكذب حتّى يحلف الرّجل ولا يستحلف، ويشهد الشّاهد ولا يستشهد، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة إلّا كان ثالثهما الشّيطان، عليكم بالجماعة، وإيّاكم والفرقة، فإنّ الشّيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنّة فليلزم الجماعة، من سرّته حسنته وساءته سيّئته فذلك المؤمن» ) * «٧» .

١٤-* (عن عبد الرّحمن بن غنم يبلغ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «خيار عباد الله الّذين إذا رؤوا «٨» ذكر الله، وشرار عباد الله المشّاءون بالنّميمة، المفرّقون بين الأحبّة، الباغون للبرآء العنت «٩» » ) * «١٠» .


(١) مثل البضعة تدردر: البضعة القطعة من اللحم. وتدردر أصله تتدردر، معناه تضطرب وتذهب وتجيء.
(٢) على حين فرقة: ضبطوه في الصحيحين بوجهين. أحدهما: حين فرقة، أي وقت افتراق الناس، أي افتراق يقع بين المسلمين، وهو الافتراق الذي كان بين علي ومعاوية- رضي الله عنهما- والثاني: خير فرقة، أي أفضل الفرقتين. والأول أكثر وأشهر. ويؤيده الرواية الأخرى: يخرجون في فرقة من الناس فإنه بضم الفاء بلا خلاف، ومعناه ظاهر.
(٣) على نعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أي على الصفة التي وصفه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بها.
(٤) البخاري- الفتح ١٢ (٦٩٣٣) . ومسلم (١٠٦٤) واللفظ له.
(٥) أبو داود (٤٦٦٧) وقال الألباني (٣/ ٨٨٣) : صحيح.
(٦) أحمد (٤٣٥، ٤٦٥) وصححه الشيخ أحمد شاكر (٤١٤٢، ٤٤٣٧) ، وابن حبان (١٧٤١) موارد الظمآن، والحاكم (٢/ ٣١٨) وأقره الذهبي.
(٧) الترمذي (٢١٦٥) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقة وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
(٨) إذا رآهم الناس اعترفوا بوجود الله فأثنوا عليه.
(٩) الباغون للبرآء العنت: الطالبون العيوب القبيحة للشرفاء المنزهين عن الفواحش، أي صفات الأشرار ثلاثة: أ- السعي بالفساد وحب الشقاق والصيد في الماء العكر، وإيقاد نار العداوة. ب- إزالة كل مودة وإماتة كل محبة بالتفريق، والخصام والتنافر بين الأخوين المتصافيين. ج- كيل التهم جزافا للأبرياء وإرخاء العنان للسب والشتم وذكر القبائح والهنات للطاهرين والطاهرات.
(١٠) أحمد (٤/ ٢٢٧) ونحوه عن أسماء بنت يزيد (٦/ ٤٥٩) ، وفي سندهما شهر بن حوشب قال فيه الهيثم: قد وثقه غير واحد، وبقية رجالهما رجال الصحيح (مجمع الزوائد ٨/ ٩٣) .