للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٤-* (عن عبد الله بن حبشيّ الخثعميّ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سئل أيّ الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان لا شكّ فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحجّة مبرورة» قيل: فأيّ الصّلاة أفضل؟ قال: «طول القنوت» . قيل:

فأيّ الصّدقة أفضل؟ قال: «جهد المقلّ» . قيل: فأيّ الهجرة أفضل. قال: «من هجر ما حرّم الله عزّ وجلّ» .

قيل: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: «من جاهد المشركين بماله ونفسه» . قيل: فأيّ القتل أشرف؟ قال: «من أهريق دمه وعقر جواده» ) * «١» .

١٥-* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: كان على ثقل «٢» النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجل يقال له كركرة فمات فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «هو في النّار» فذهبوا ينظرون فوجدوا عليه كساء أو عباءة قد غلّها» ) * «٣» .

١٦-* (عن زيد بن خالد الجهنيّ- رضي الله عنه- قال «توفّي رجل من أشجع بخيبر فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «صلّوا على صاحبكم» فأنكر النّاس ذلك وتغيّرت له وجوههم، فلمّا رأى ذلك قال: «إنّ صاحبكم غلّ في سبيل الله» . قال زيد فالتمسوا في متاعه، فإذا خرزات من خرز يهود ما تساوي درهمين» ) * «٤» .

١٧-* (عن عبادة بن الصّامت- رضي الله عنه- قال: صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم حنين إلى جنب بعير من المقاسم، ثمّ تناول شيئا من البعير فأخذ منه قردة (يعني وبرة) فجعل بين إصبعيه، ثمّ قال «يا أيّها النّاس إنّ هذا من غنائمكم، أدّوا الخيط والمخيط فما فوق ذلك فما دون ذلك، فإنّ الغلول عار على أهله يوم القيامة وشنار ونار» ) * «٥» .

١٨-* (عن عبد الله بن أنيس أنّه تذاكر هو وعمر بن الخطّاب يوما الصّدقة فقال عمر: ألم تسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين يذكر غلول الصّدقة «٦» «أنّه من غلّ منها بعيرا أو شاة أتي به «٧» يوم القيامة يحمله» ؟

قال: فقال عبد الله بن أنيس: بلى» ) * «٨» .

١٩-* (عن زيد بن ثابت- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «نضّر الله امرأ سمع مقالتي فبلّغها، فربّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه» ، زاد فيه عليّ بن محمّد «ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب «٩» امريء مسلم: «إخلاص العمل لله، والنّصح لأئمّة المسلمين، ولزوم


(١) النسائي (٢٥٢٦) ، وأحمد (٣/ ٤١١- ٤١٢) ، وفي جامع الأصول (٩/ ٥٥٣) ، قال محققه: إسناده حسن.
(٢) الثّقل: العيال وما يثقل حمله من الأمتعة.
(٣) البخاري- الفتح ٦ (٣٠٧٤) .
(٤) أبو داود (٢٧١٠) ، وابن ماجة (٢٨٤٨) واللفظ له، أحمد (٥/ ١٩٥) والحاكم (٢/ ١٢٧) ، وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي، وفي سنده عندهم أبو عمرة مولى زيد بن خالد الجهني: مقبول (التقريب ٦٦١) ..
(٥) ابن ماجة (٢٨٥٠) واللفظ له، وأحمد في المسند (٥/ ٣٧٢) رقم (٢٢٧٦٥) ، وقال: في الزوائد في إسناده عيسى ابن سنان مختلف فيه، قيل: ضعيف وقيل: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقت،، فهو حسن بشواهده.
(٦) غلول الصدقة: هي الخيانة في خفية والمراد مطلق الخيانة.
(٧) أتي به: أي أتي بما غلّ.
(٨) ابن ماجة (١٨١٠) ، وقال في الزوائد: في إسناده مقال ملخصه أنه حديث حسن بشواهده.
(٩) لا يغل عليهن قلب: أي لا يخون بل يأتي بها بتمامها من غير نقصان في حق من حقوقها.