بعد أَن بين القرآن - فيما سبق - يقين إبراهيم بوحدانيته تعالى بما عرفه من مظاهر القدرة والتدبير في ملكوت الله، شرع هنا يفضل كيفية استدلال إبراهيم ﵇، ببعض تلك الظواهر لقومه فقال:
أَي: فلما ستره الليل بظلامه، أَبصر كوكبا ظاهرا في السماءِ.
﴿قَالَ هَذَا رَبِّى﴾:
أَي: قال - مستعظما شأْن هذا الكوكب - هذا ربي … مجاراة لقومه الذين كانوا يعبدون الأصنام والكواكب، وتأليفا لقلوبهم، حتى بلغوا بقلوبهم إلى التأَمل في موضع الحجة في قوله:
﴿فَلَمَّا أفَلَ قَالَ لَاَ أُحِبُّ الْآفِلينَ﴾:
أي: فلما غاب هذا الكوكب وأفَلَ قال: لا أحب الآفلين. أَي: لا أحب اتخاذَ الْآفلين أَربابًا، لأَن الرب الحقيقى، الجدير بالربوبية، يستحيل عليه التغير والانتقال من حال إلى حال، لأَن ذلك من شأْن الحوادث …
أي: وحين أَبصر إِبراهيم القمر - مبتدئا في الطلوع والظهور - قال مستعظما شأْنه: ﴿هَذَا رَبِّى﴾ مجاراة لقومه، على نحو ما سبق في الآية قبلها. فلما أَفل وغاب - قال إبراهم