للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٩٨ - ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ … ﴾ الآية.

وهذا تذكيرٌ بنعمة الإيجاد من العدم.

أَي: وهو الذي أَوجدكم من نفس واحدة؛ هي آدم .

﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾:

أَي: فلكم استقرارٌ في الأَصلاب. أَو فوق الأَرض. واستيداع في الاَّرحام، أَو في القبر. أو: الاستقرارُ؛ في الأَرحام، والاستيداعُ؛ في الأَصلاب.

﴿قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ﴾:

أي قد بيَّناها لمن يفهمون ويَعُون كلام الله وما احتواه من المعاني.

وختمت الآية الأُولى، بقوله: ﴿يَعْلَمُونَ﴾ والثانية بقوله: ﴿يَفْقَهُونَ﴾ لأَن الإِنشاء من نفس واحدة، أَلطف وأَدقّ تدبيرًا وصنعةً، فكان ذكر الفقه - الذي هو استعمال الفطنة، وتدقيق النظر - مناسبا له.

ذكر مع النجوم العلم، لأَن النظر في أَحوالها: لا يحتاج إلاَّ إِلى العلم. ولَفْت الذهن إِليها.

٩٩ - ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً … ﴾ الآية.

هذا تذكير بنعمة أُخرى من نعمه الجليلة، الدالة على كمال قدرته.

والمراد من الماء: المطر. ومن السماء: السحاب. والماءُ ينزل بقدر: رزقًا للعباد، ورحمةً من الله بخلقه.

﴿فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ﴾:

أَي فأَخرجنا بسبب هذا الماءِ كلَّ صنف من أَصناف النبات المختلفة، التي ينتفع بها الإِنسان والحيوان: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (٣٢)(١).


(١) سورة عبس، الآيات: ٢٤ - ٣٢