للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا﴾:

هذا شروع في تفصيل ما أَجمله، من إِخراج النبات.

أَي: فأَخرجنا - من النبات - شيئًا غضًّا أَخضر، وهو ما تشعب من أَصل النبات الخارج من الحبة.

﴿نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا﴾:

أَي: نخرج من ذلك النبات الأَخضر، حبا رُكِّب بعضه فوق بعض، كما في السنبل من القمح والشعير.

﴿وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ﴾:

وهذا تفصيل حال الشجر بعد النبات.

أَي: ومِن طلع النحل، قنوانٌ يحمل ثمرها، ويكون في متناول الأَيدى. وهو الدانى القريب، أَو في غير متناول الأَيدى. وهو البعيد .. ونَبَّهَ على الأُولى، لزيادة النعمة فيها.

والقِنْوَان. مما يستوى فيه المفرد والمثنى والجمع. مثل: صِنْو، وصِنْوَان.

﴿وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ﴾.

أَي: ونخرج منه جناتٍ من أَعناب.

وهذان النوعان هما أَشرف الثمار عند أَهل الحجاز. وربما كانا خيار الثمار في الدنيا.

وقد امتن الله بهما على عباده، فقال تعالى: ﴿وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا﴾ (١) وكان ذلك قبل تحريم الخمر. وقال : ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ﴾ (٢).

﴿وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ﴾:

أَي: وأَخرجنا الزيتون والرُّمان مشتبهًا في الورق، فهو قريب الشكل بعضه من بعض. وغير متشابه في الثمار: شكلا وطعما وطبعا. مما يدل على كمال قدرة خالقها، وحكمة مبدعها. .


(١) سورة النحل، من الآية: ٧٧
(٢) سورة يس، من الآية: ٣٤