للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الناس فريقان يوم القيامة: مهديون طائعون، وضالُّون عاصون … وكل بسبب نيته وعمله - بعد أَن بيَّن هذا - عقَّبه، ببيان بعض ما شرعه الله وحرَّمه … ومن ذلك أن يقولوا على الله ما لا يعلمون.

ومعنى هذه الجملة ما يأتى:

يا بنى آدم، تجمَّلوا بزينتكم للصَّلاة في كل مصلّى، إِجلالًا لربكم الذي تقفون بين يديه في صلاتكم. فهو - سبحانه - أَحق بذلك من الملوك والرؤَساءِ، الذين يتجمل الناس للوقوف بين أيديهم ....

وبهذا المعنى، أخذ جماعة، منهم الحسن بن علي ، إذ كان يلبَس أَجود ثيابه إذا قام إِلى الصَّلاة، ويقول: "إنَّ اللهَ جَميلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ" (١) فأنا أَتجمل لربى وهو يقول: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾.

والأَمر بذلك للندب، إِذ الواجب ستر العورة بأَى ساتر.

والزينة شاملة للثياب الجميلة، والتمشط والتطيب، وغير ذلك، ممَّا ورد في السُّنة المطهرة أو شمله عموم اللفظ، ممَّا لا إسراف فيه.

وقيل: إن معنى ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾: إِلبسوا ثيابكم لستر عوراتكم عند كلّ صلاة أو طواف. فالمسجد - بمعنى السجود - مجاز عن الصلاة والطواف، فإن السجود لغة؛ الخضوع، وهو شامل للصَّلاة والطواف.

وإلى هذا المعنى ذهب مجاهد، وغيره، لما روى عن ابن عباس : أَنه كان هناك أُناس من الأعراب يطوفون بالبيت عراةٌ حتى النساءِ، فنزلت الآية ليستتروا.

والأَمر على هذا، للوجوب.

ولكن هذا الرأْى لا يتفق مع ظاهر الآية.


(١) هذا جزء من حديث رواه مسلم وغيره.