للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حكاه الزُّهْرِىُّ. وقيل: هم ملائكة، يُرَوْنَ في صورة رجال وقيل غير ذلك …

والظاهر أَنهم قوم علت درجاتُهم؛ لأَن المقالاتِ الآتيةَ لا تليق بغيرهم. سواء أَكانوا أنبياءَ أَم سواهم.

والسيما التي يَعرفون بها كلا الفريقين من أَهل الجنة والنار: هي العلامة التي جعلها الله مميّزة لكل منهم.

والقول بأَنها بياض الوجوه لأَهل الجنة، وسوادها لأَهل النار - تضييق للواسع.

فينبغى عدم تحديد العلامة، وتفويض ذلك إِلى الله.

ومعرفتهم كلا الفريقين بسيماهم، تكون قبل دخول أَهل الجنةِ الجنةَ وأَهل النارِ النارَ. إِذ لا حاجة بعد دخول كليهما - كلٌّ إلى مصيره المحتوم للعلامة.

﴿وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴾:

أَي ونادى أَصحاب الأعراف أصحاب الجنة - بعد أن عرفوهم بسيماهم في المحشر، داعين ومُحَيِّين لهم بقولهم: سلام عليكم. أَو مخبرين لهم بسلامتهم ونجاتهم من المكاره، لم يدخلوا الجنة حين تحيتهم لهم لأَنهم لا يزالون في المحشر، وهم يطمعون في دخولهم إيَّاها. فلذا أَخبروهم بالسَّلامة والنجاة.

وقال صاحب الكشاف: جملة ﴿لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴾: استئناف كأَن سائلًا سأَل عن أَصحاب الأَعراف، فقيل: لم يدخلوها، وهم يطمعون.

ولكن هذا الرأْى، مبنى على أن أصحاب الأعراف قوم موحّدون: قصرت بهم حسناتُهم عن دخول الجنة. ولكنَّها منعتهم من دخول النَّار.

والرأْى الراجح: هو أَنهم قوم ممتازون: إمَّا من الأَنبياءِ، أَو من الملائكة أَو هم - كما سبق ذكره - عدول الأُمم.