٨٦ - ﴿وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ﴾:
أَي ولا تقعدوا بكل طريقٍ من الطرق المسلوكة: تخوّفون من آمن بشعيب ودينه بالقتل.
أو تتوعدون الناس بالقتل إن لم يعطوكم أموالهم.
﴿وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ﴾:
أَي: وتمنعون من آمن بدين الله الذي جاءَ به "شُعَيب" من الاستمرار عليه، وتحملونه - بشَتَّى الأَساليب - على الرجوع عنه، كالطعن في "شُعَيب" بأَنه كذَّاب، جاءَ ليفتن الناس عمَّا هم عليه من تَدَيُّن.
﴿وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾: أَي وتطلبون لسبيل الله الاعوجاج بوصفها للناس بما يعيبُها وينقصُها.
وهي أبعد ما تكون عن العوج والنقص.
﴿وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ﴾:
أي وتذكروا نعمة الله عليكم، حيث كنتم قليلى العدد والمال، فوفَّر عددَكم بكثرة النسل. وزاد أَموالكم فأَغناكم.
﴿وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾:
أَي وتفكَّروا في عاقبة من أَفسدوا قبلكم من الأُمم المجاورة لكم، مثل قوم نوح، وعاد، وثمود. واعتِبروا بما حلّ بهم بعد عصيانهم.
٨٧ - ﴿وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا﴾:
يقول شُعَيب ﵇: وإِن وُجدَ منكم جماعةٌ صدّقوا بالذى أُرسلت به من الشرائع والأَحكام، وجماعة أُخرى استمروا على التكذيب، فلم يصدقوا بذلك.
﴿فَاصْبِرُوا﴾:
الخطاب للمؤمنين بشُعيب ﵇، حثًّا لهم على الصبر، واحتمال ما ينزل بهم من إيذاءِ الكفار لهم.
﴿حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا﴾:
أي واصبروا إِلى أَن يقضى الله بيننا وبينهم، وهو- ولا شك - ناصر للمؤمنين، ومنتقم من الكافرين .. فهذا وعد للمؤمنين، ووعيد للكافرين.
﴿وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ أي: وهو- ﷿ خير من يفصل بين الناس بالحق، ويميز المحقَّ من المبطل. فهو الحكم العدل: لا مُعَقِّب لحكمهِ ولا جَور فيه.