أَي تُرهْبُون وتخيفون بما أَعددتم من أَسباب القوة، عدوَّ الله وعدوَّكم من الكافرين الذين يجاهرونكم بالعداوة، وترهبون به أَيضًا أَعداءً آخرين من وراءِ أُولئك المجاهرين، لا تعلمونهم لتستّرهم في عداوتهم، والله - تعالى - يعلمهم، ويعلم ما انطوت عليه جوانحهم، ولا شك أَن العدو المجاهر والمستخفى إِذا عرف قوة استعدادنا الحربى فإِنه يجبن عن قتالنا، وأَن يجرب حظه في الهزيمة منا.
﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ في سَبِيلِ اللهِ﴾:
أَي وأَى شيءٍ تقدمونه من مال قل أَو كثر في إِعداد الجيوش ومراعاة أُسرهم بما يحتاجون إِليه.
﴿يُوَفَّ إِلَيْكُمْ﴾: أَي تعطون جزاءَه وافيًا من الله - تعالى -:
﴿وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾:
أَي وأَنتم لا تنتقصون شيئًا من ثواب أَعمالكم مهما قلت وقد جاءَ في فضل تجهيز الغزاة في سبيل الله أَحاديث كثيرة منها قوله ﷺ:"من جهَّز غازيا فقد غزا، ومن خَلَفَ غازيا في أَهله بخير فقد غزا" رواه البخاري أَي أَن تجهيز الغازى أَو رعاية أَهله من ورائه يعتبر في الثواب كالجهاد في سبيل الله تعالى، وثواب الجهاد شئٌ عظيم.