أَي: ولا يظنَّن الذين كفروا من قريش أَنهم سبقوا عقاب الله بأَن أَفلتوا ونجوا منه؛ كلاَّ إِنهم لا يعجزون الله في الدنيا والآخرة، فلسوف يذيقهم الله ذلّ الهزيمة والقتل والأَسر في الدنيا، وعذاب النار في الآخرة، خالدين فيها أَبدا، وفي الآية بشرى للنبي ﷺ بما يطمئن قلبه على مستقبل الدعوة الإِسلامية، وأَنها إِلى نصر وأَن أَعداءَه إِلى هزيمة، ثم أَمر الله - تعالى - بإِعداد العدة للقاءِ أَعداءِ الإِسلام حتى لا يؤخذ المسلمون على غرَّة وضعف فقال:
أَي وأَعدوا لهؤلاءِ الكفار الناقضين للعهد، كل ما تستطيعون إِعداده لقتالهم، من
أَنواع السلاح وأَدوات الدفاع، حسب المتقدم العلمى في جميع ما يتقوى به على العدو في
الحرب، فكل ما يستعان به في الجهاد فهو من جملة القوة المأْمور بإِعدادها.
ومن ذلك إِحكام التدبير، وتدريب الجنود على استعمال الأَسلحة، وتقوية الروح المعنوية، ببيان فضل الثبات والاستشهاد في سبيل الله.
﴿وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾:
رباط الخيل: هو المكان الذي ترابط فيه الخيل عند الحدود، ليحرس فرسانه الثغور، ويراقبوا العدو، وقد كان رباط الخيل في عهد نزول الآية الكريمة، أَهم الأَسباب لتحقيق ذلك، فلذا نص عليه فيها، ولكن الحروب تطورت، ورباط الخيل لا يكفى فلذا يعتبر ضربَ مثل لكيفية حراسة الثغور، والمناسب في عصرنا هذا هو إِقامة حصون