ثم نعى عليهم عبادة غير الله وزعمهم أَن الأَصنام شفعاء لهم عنده، في حين أَن الله لا يسمح لها بالشفاعة فهو أَعلم بحالها، فلماذا ينبئون كذبًا بما هو أعلم بحقيقته من عدم صلاحيتها للشفاعة ولا لضرهم ونفعهم بأَى وجه من الوجوه.
ثم ذكر فضله عليهم بتسييرهم في البر والبحر وأنهم حين تحيط بهم أَسباب الهلاك في البحر يدعونه لينقذهم، فإذا أَنقذهم عادوا إلى بغيهم في الأَرض مع أن بغيهم على أنفسهم.
ثم ضرب مثلا للحياة الدنيا يفيد أَنها سريعة الزوال فقد مثلها بالأَرض المخضرة، التي أَصاب زرعها اليبس والجفاف فجأَة، فكانت حصيدًا كأَن لم تغن بالأَمس، وذكر أَنه تعالى يدعوهم إلى دار السلام، ويهدى عباده إلى صراط مستقيم فمن آمن فله الحسنى وزيادة، والذين كسبوا السيئات ليس لهم من الله من عاصم، ثم بين أنه هو الذي يرزق عباده من السماءِ والأَرض، ويمنح السمع والبصر ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويدبر الأَمر كله أَما شركاؤهم فليس لهم من ذلك ولا من غيره شيء.
ثم بين أنه ليس مستقيمًا ولا معقولًا أن يفترى محمَّد القرآن، وتحداهم أن يأْتوا بسورة مثله ويستعينوا على ذلك بمن شاءُوا من دون الله، ونعى عليهم أنهم كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه وهددهم بمصير من تقدمهم من المكذبين.
ثم بين أَنهم ينقسمون في شأْن القرآن إيمانًا وكفرا، وأَمر نبيه ﷺ أَن يقول لمكذبيه: ﴿لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ﴾.
ثم بين أَن مرجعهم إِلى الله وأَنه شهيد على ما يفعلون، وأَنه سيقضى بين الأُمم بالقسط وهم لا يظلمون، وأن مصير الكافرين الظالمين لأنفسهم عذاب الخلد جزاء بما يكسبون من الكفر والمعاصي، وبين أنه لا مجال لقبول فدية من عذاب الله في الآخرة، ثم قال في حق القرآن الكريم.