﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا في الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾. ثم بين أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وأنهم هم. ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ﴾.
ثم أمر الله نبيه ﷺ أن يتلو على قومه لتذكيرهم نبأَ نوح وقومه، كذبوا بآيات الله ولم ينفعهم تذكيره لهم، فنجاه الله ومن معه في الفلك من المؤمنين واغرق جميع المكذبين.
ثم ذكر طائفة من أنباءِ المرسلين، وما أصاب أَقوامهم من إِهلاك بسبب تكذيبهم لهم ثم قال في أعقاب قصصهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ ثم بين أَن كل قرية لو أَنها آمنت قبل أَن ينزل بها العذاب، لنفعها إيمانها، ولكشف الله عنها عذاب الخزى كما فعل بقوم يونس، فإنهم لما آمنوا قبيل مجئ العذاب كشف الله عنهم عذاب الخزى، ومتعهم إلى حين فكانوا مثلا حسنًا في حسن الرأْى ونضج التفكير.
ثم أمر الله نبيه أن يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ في شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
ثم أمره في آخر السورة أن يخبر الناس بأن الحق جاءَهم من ربهم. ﴿فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ﴾ وحضه في ختامها على الصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.