للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾:

ناداهم متحببًا إليهم بقوله: ﴿يَا قَوْمِ﴾: أي يا عشيرتي أنا منكم وأنتم مني والرائد لا يكذب أهله.

﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾:

بعد أن جذبهم إِليه بهذا النداء بدأهم بالدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة لأنه هو الإله وحده، فلا يستحق العبادة سواه، ولقد جرت سنة الأنبياء في دعوة أقوامهم أن يبدأوا بالدعوة إلى التوحيد لأنه أصل الإيمان، وبه صلاح الأمر كله، وهو الأساس الأول، ثم يتبعون ذلك الدعوة إلى ترك ما هم عليه من النقائص والعيوب الظاهرة، لذا عقب شعيب دعوتهم إلى التوحيد بالنهي عن نقص المكيال والميزان لأنه أعظم عيب تفشى في قومه فقال:

﴿وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ﴾:

أي ولا تنقصوهما إذا بعتم للناس إذْ لا يليق بكم أن تخونوا في معاملاتكم بعضكم مع بعض وأن تستحلوا ما تأخذونه من الناس عن طريق النقص في المكيال والميزان، فالحق أحق أن يتبع.

﴿إنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ﴾:

إنى أراكم في سعة من الرزق والمال والولد فيجب أن تقابل هذه النعم بإعطاء الحقوق لا بالإصرار على الشرّ والفساد وسلب حقوق العباد؛ فيسلبكم الله نِعَمَه.

﴿وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ﴾:

أي وإنى أشفق عليكم وأَخشى إن يحل بكم عذابُ يومٍ يهلككم جميعا في الدنيا ويحيط بكم في الآخرة ﴿وَإِنَّ جَهنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِين﴾ (١).

٨٥ - ﴿وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ﴾:

كرر النداء بقوله: ﴿يَا قَوْمِ﴾ حين أمرهم ثانيًا بإتمام الكيل والوزن بالعدل من غير زيادة ولا نقصان حرصا منه على مصلحتهم ونفعهم. فهم قومه وعشيرته.

ثم عقب أمرهم بإيفاء الكيل والميزان بقوله:


(١) سورة الحِجْر، الآية: ٤٣