﴿وَالْمَلَائِكَةُ﴾: أي وملائِكة الأرض والسماء يسجدون لله تعالى، وإنما أفردوا بالذكر لاختصاصهم بشرف المنزلة، وسجود المكلفين المؤمنين لله يعم سجود الطاعة والعبادة، وسجود الخضوع لمراد الله تعالى، أما سجود غيرهم فهو سجود الخضوع والانقياد لما يريده الله بهم من الأمور الاختيارية والقهرية، فهم في كل ذلك ساجدون أي خاضعون لسلطان الله.
﴿وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾: أي أن الملائكة مع علو شأنهم لا يستكبرون عن عبادته والسجود له. ومخلوقات نورانية عاقلة مطيعة لله تعالى.
٥٠ - ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ … ﴾: أَي يرهبون مالك أمرهم، ويخافونه خوف هيبة وإجلال. وهو فوقهم بالقهر والحكمة والعدم. كما في قوله تعالى: ﴿الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ (١).
أو المعنى؛ يخافون عذاب ربهم على حذف مضاف لأن العذاب المهلك إنما ينزل من السماء.
وجملة: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ بيان وتقرير لنفي الاستكبار لأن من خاف الله لا يستكبر عن عبادته.
﴿وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾: أي يؤدون كل ما يوجهون إِليه في سلوكهم. فشأنهم المثابرة على العبادة وتنفيذ ما يكلفون به من التدبيرات في كون الله تعالى، وإنما قال سبحانه: ﴿وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ حيث لم يذكر من يُصْدِرُ لهم الأمْر، لأنه لا يخفى علي أحد، فهو الله تعالى.