أكثر من عشر سنين، ثم سار بأهله إلى مصر محْفوفًا بعناية الله وحفظه، حتى أمره الله وهو في سيناء أن يذهب هو وأَخوه إِلى فرعون ليبلِّغاه معًا رسالة الله تعالى، فلما بلّغ موسى أخاه ما أمرهما الله به من تبليغ فرعون دعوته سبحانه ﴿قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (٤٥) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ ..
٦ - وفي هذه السورة بيان ما دار بين موسى وفرعون من المقاولة، ثم ما دار بين موسى والسحرة، وخيفته ﵇ حين ألقوْا حبالهم وعصيَّهم فخيل إليه من سحرهم أَنها تسعى، فثبته الله تعالى وأوحى إليه أن يلقى عصاه، فألقاها فإذا هي حية عظيمة مخيفة تبتَلع كل ما ألقاه السحرة، وهنالك آمن السحرة جميعًا برب هرون وموسى، ولم يبالوا بوعيد الطاغية وتهديده إذ قالوا له: ﴿فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾.
٧ - وفيها انفلاق البحر ونجاة موسى وبنى إِسرائيل، وغرق فرعون لمَّا تبعهم.
٨ - وفيها فتنة السامرى، وإضلاله بني إسرائيل، باتخاذه عجلًا جسدًا له خوار، حين كان موسى ﵇ يناجى ربه في الطور، ولما رجع أفزعه ما رأَى من إضلال السامرىّ لقومه، حتى عبدوا العجل الذي صنعه، فأخذ برأس أَخيه يجرُّه إليه، فاعتذر أَخوه ﵇ بمخالفة بني إسرائيل تحذيره إياهم، ونصحه لهم، واستمرارهم في ضلالهم، حتى رجع موسى ﵇، وهنا أغلظ موسى قوله للسَّامرىّ، وتوعّده بأَن يعيش في الدنيا طريدًا، وفي الآخرة معذبًا، ثم حرَّق العجل ونسفه في اليم نسفًا، ليريهم ضلالتهم في عبادته، وجهلهم بالمعبود الحق وما ينبغي له من عظائم الصفات .. قائلًا لهم:
٩ - وفي السورة التذكير بالذكر الحكيم الذي آتاه الله نبيه محمدًا ﷺ .. وفيه الخير كل الخير لمن أقبل عليه وعمل به، وأَما من أعرض عنه ﴿فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا﴾.