للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فإن إعادة الترخيص بالفطر للمريض والمسافر، لإفادة إباحة الفطر لهما عند الإلزام، كما كان التخيير، حتى لا يظن زوال هذا الترخيص، بالإلزام بالصيام.

والأيام الأُخَرُ، تتم في غير رمضان والعيدين، ويكون صيامها بعدد أيام الفطر.

واستدل بالآية على جواز القضاء متتابعًا ومتفرقًا، وأنه ليس على الفور، خلافًا لداود، كما استدل بها على أن من أفطر رمضان كله، قضى بعدد أيامه، فلا يجزئه صيام شهر عدده تسعة وعشرون يومًا، مكان رمضان الذي كان ثلاثين يومًا، بل يزيد عليه يومًا.

﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ﴾:

تخفيفًا عنكم بهذا الترخيص. قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾ (١).

﴿وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾: لغاية رأفته، وسعة رحمته فلا يُكلفكم ما لا تطيقون فإنه: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" (٢).

﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.

أي شرع لكم ما ذكر من الأحكام في هذه الآية، لتكملوا عدة شهر رمضان أداءً أو قضاءً، فلا تنقصوا من عدته يومًا أو أكثر، فإن صيامه كله مفروض عليكم، ولتعظموا الله بالحمد والثناء على ما هداكم إليه، من صيام هذا الشهر المبارك، والترخيص بالفطر عند العذر، وطريقة قضاء الصيام عند زوال العذر، ولعلكم تشكرون الله على نعمة الصيام المشتمل على فوائد خلقية واجتماعية وصحية عديدة، وعلى نعمة الترخيص بالفطر للعذر، وقضاء ما أفطرتموه عند زواله.


(١) النساء: ٢٨.
(٢) البقرة: ٢٨٦