للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أَرمينية سنة تسع عشرة في زمان عمر، وقيل: ببلاد الروم سنة ثمان وخمسين في زمان معاوية (١)

١٢ - ﴿لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ﴾:

والمعنى: هلَّا حين سمعتم أيها المؤْمنون والمؤْمنات هذا الإفك ممن أَذاعوه، ظننتم بأَهل ملتكم: عائشة وصفوان خيرًا وطهرا، وقلتم بلا تردد: هذا افتراءٌ واضح مكشوف لا نرضاه لمن هم كأَنفسنا، ولا نوافق على نسبته إليهم، وقلتم أيضًا في شأْن المفترين الخائضين على سبيل التوبيخ:

١٣ - ﴿لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾:

أَي: هلَّا جاءَ أصحاب الإِفك بأَربعة شهداءَ عدول يشهدون على ما زعموه في شأْن عائشة، فحيث لم يأْتوا بالشهداءِ، فهم عند الله وفي حكمه كاذبون، فكيف تصدقونهم وهم مخالفون لشريعة الله ومنافقون.

ويجوز أن تكون الآية ابتداءَ كلام من الله تقريرًا لكون ذلك إفكًا، وليس حكاية لما ينبغي أَن يقوله السامعون.


(١) انظره في المسألة الثالثة في تفسير القرطبى لهذه الآية.