والمعنى الإجمالى للآية: وقل أَيها الزسول للمؤْمنات: اخفضن أَبصاركن وامنعنها من النظر إِلى الرجال إِلا ما يبدومنهم عادة، من غير إِمعان ولا اشتهاء، وقل لهن أَيضا: يحفظن فروجهن بمنعها عن الزنى، وسترها عن العيون بثياب لا تحكيها، ولا يظهرن زينتهن للرجال الأَجانب إِلا ما ظهر منها، وهو الوجه والكفان والثياب الخارجية الفضفاضة، وعليهن أن يسترن أَعناقهن وما تظهره فتحات صدورهن من أجسادهن، بسترها بخُمُرِهِنَّ أَي: بأَغطية رءُوسهن، ولا يظهرن زينتهن الداخلية إِلا لأَزواجهن أوآباءِ أَزواجهن، أَوأَبنائِهن، أَوأَبناء أَزواجهن، أَوإخوتهن، أَوأبناءِ إِخوتهن، أَوأَبناء أَخواتهن، وهؤلاءِ غير متساوين في النظر، فالأَزواج ينظرون ما شاءُوا من أَجسادهن وما عليها، أَما غيرهم؛ فلَا ينظرون منهن إلا ما يبدوعند المهنة.
ويباح لهن إِبداءُ مثل ذلك للنساء المؤْمنات، أَما الكوافر فهن مثل الرجال الأجانب في نظر الوجه والكفين وظاهر الثياب دون سواها، وقيل: مثل المحارم في نظر ما يبدوعند المهنة، كما يباح للنساء المؤمنات إِبداءُ ما يظهر عند المهنة للرجال الذين يتبعون البيوت، ليصيبوا من طعام أهلها وبرِّهم، ولا يشتهون النساء، كالرجال الواغلين في الشيخوخة، الذين فقدوا الحاجة إِلى فراش النساء، وكالممسوح والأَبله، أَما التابعون من ذوى الإِربة والحاجة إِلى النساءِ، فلا ينظرون من المرأَة أَكثر من وجهها وكفيها، وظاهر ثيابها الفضفاض كسائر الأَجانب.
ويباح للنساء المؤْمنات أَيضا إِبداءُ زينتهن للأَطفال الذين لا يفهمون عورات النساء ووظيفتها ولا يدركون الفوارق بين العورات، ولا يفهمون الغرض مما تبديه المرأَة من مظاهر أُنوثتها.
ويحرم عليهن أن يضربن الأرض بأَرجلهن، ليسمع الناس جلجلة خلاخيلهن، ويعرفوا ما تخفينه من زينتهن فإِن ذلك يوهم رغبة المرأَة في الصلة بهم، ويطمعهم في غشيان بيتها.
وتوبوا إلى الله أَيها المؤمنون جميعا، من مختلف الذنوب والمعاصي، لعلكم بالتوبة تظفرون برضوان رب العالمين.