للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

غلافه، وقلب مَنْكوس، وقلب مصْفَح، فأما القلب الأجرد (١)، فقلب المؤمن، سراجه فيه نوره، وأما القلب الأغلف، فقلب الكافر، وأَما القلب المنكوس، فقلب المنافق - عرف ثم أنكر - وأَما القلب المصْفَح (٢)، فقلب فيه إيمان ونفاق، ومَثَل الإيمان فيه كمثل البَقْلة يمدها الماءُ الطيب، ومَثَل النفاق فيه كمثل القَرْحَةَ يمدها القيح والدم، فأي المدَّتَيْنِ غلبت على الأُخرى غلبت عليه" قال ابن كثير: إسناده جيد.

المعنى الإجمالى للآية:

الله هادى أهل السموات إلى معرفته ومعرفة ما تستقيم به مصالحهم، وما يحققون به ما وُكل إليهم، مَثَل هدايته خلقه إِلى ذلك، كمثل نور مشكاة فيها مصباح مضئ. وهذا المصباح داخلَ زجاجة تشبه في صفائها. وقوة شعاعها الكوكب الدرى، وهو يوقد من زيت شجرة مباركة كثيرة المنافع، هي شجرة الزيتون، تلك الزيتونة تتمتع بضوء الشمس وحرارتها في مشرقها ومغربها فيجود بذلك زيتها، وقد بلغ من شدة صفاء هذا الزيت أَنه يكاد يضئُ ولو لم تمسسه نار وقد أَصبح نور المشكاة بذلك مضاعفًا، فهو نور فوق نور، يهدى الله للانتفاع بهداه من يشاء ممن رق حِسُّه، وحسن استعداده، وطابت سريرته، دون من عداه ممن لم يكترث بهداه، ويضرب الله الأمثال الحِسِّية للناس حين يهديهم إلى الحق والخير، لعلهم يهتدون إِلى ما أَرشدهم إليه مما ينفعهم في أُخراهم ودنياهم، فتستنير قلوبهم وتصفو أرواحهم.


(١) المراد من كونه أجرد: أنه على أصل الفطرة، فنور الإيمان يزهر فيه.
(٢) المصفح: الذي له وجهان، يلقى أهل الإيمان بوجه، وأهل الكفر بوجه، وصفح كل شيء: وجهه وناحيته.