للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتكامل آخر أصحاب فرعون داخله انصب عليهم الماء وغرق فرعون، فقال بعض أصحاب موسى: ما غرق فرعون، فنبذ على ساحل البحر حتى نظروا إليه، والمراد بالبحر: القلزم على الصحيح، والظاهر أن هذا الإيماء بضرب البحر بعصاه كان بعد القول المذكور ولم يكن مأمورا بالضرب يوم الأمر بالإسراء بقومه، وجاء إنجازا لتدبير الله وتحقيقًا لوعده بنصر المؤمنين وإغراق الطغاة.

٦٤ - ﴿وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ﴾:

أي: وقربنا فرعون وجنوده من قوم موسى حتى دخلوا البحر على أثرهم ويجوز أن يراد: قربنا بعض قوم فرعون من بعض، وجمعناهم لئلا ينجو منهم أحد، وفي التعبير عنهم بالآخرين ترفع عن ذكر اسم فرعون الذي ظن نفسه شيئا، وليس بشئ أمام قدرة الله.

٦٥ - ﴿وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ﴾:

أي: وأنجيناهم من الهلاك والوقوع في أيدي أعدائهم، ومن الغرق بحفظ البحر على تلك الهيئة إلى أن عبروا إلى البر.

وقوله: سبحانه ﴿وَمَنْ مَعَهُ﴾ إشارة إلى أن إنجاءهم كان ببركة هذه المعية ومصاحبة موسى لهم، وقيل: ليشمل من آمن به من القبط إذ لو قيل: وقومه لتبادر إلى الذهن بنو إسرائيل دون سواهم.

٦٦ - ﴿ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ﴾:

أي: ثم أغرقنا فرعون وجنوده المحقرين بإطباق البحر عليهم بعد خروج موسى ومن معه، وثم للتراخى الزمنى في أصل وضعها، ولكن الظاهر أنهم أُغرقوا فور خروج بني إسرائيل، فلهذا تحمل هنا على التراخي المعنوى لما بين المعطوفين من المباعدة المعنوية، فما أبعد الفرق بين الإنجاء والإغراق.

٦٧ - ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً﴾:

أي: إن فيما ذكر من معجزة البحر وما كان قبله من معجزات العصا واليد وغيرهما