للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولا أدل على ذلك من أن الذي يوبخهم ويعاقبهم هو الله - تعالى - وليسوا أئمة الشيعة كما يزعمون، إذ يقول - سبحانه -: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨٤) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ﴾ والرجعة التي قال بها الشيعة الإمامية لا يقول بها الشيعة الزيدية بل ينكرونها إنكارًا شديدًا، وقد ردُّوها في كتبهم على وجه مستوفى بروايات عن أئمة أهل البيت أيضًا تعارض روايات الإمامية (١)، فليرجع إلى كتبهم من أراد المزيد من العلم بفساد رأى هؤلاء الإمامية، والله ولى التوفيق.

٨٦ - ﴿أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾:

هذه الآية جاءَت لتوجيه نظر المشركين وعقولهم إلى بعض آيات الله الكونية الشاهدة بوحدانيته، وقدرته على البعث والحشر والحساب التي أنكروها، والمراد من الرؤية هنا: الرؤية القلبية فإنها هي التي توصلهم إلى الإيمان.

والمعنى: ألم يعلم هؤلاء المشركون أنا جعلنا الليل مظلمًا ليسكنوا فيه بالقرار والنوم بعد الحركة التي أجهدوا فيها أجسادهم وأرواحهم وعقولهم نهارا، وجعلنا النهار مضيئًا ليبصروا في ضوئه طرق التقلب في أُمور معاشهم، أن في ذلك التدبير المحكم لأمارات لقوم يريدون الإيمان، فإنه يشهد بأن الذي دبر هذا التدبير العجيب هو إله واحد قادر على بعث العباد وحشرهم وحسابهم، فإن من قدر على إبدال الظلمة بالنور، فإنه يقدر على إبدال الموت بالحياة. وَوَصْفُ النهار بالإبصار بدل الإضاءَة، للمبالغة في إضاءَته وبلوغها من القوة إلى درجة جَعْل الإبصار من صفاته، وذلك على سبيل المجاز.


(١) راجع ما كتبه الآلوسي في شأن هذه الرجعة إن شئت، فقد أسهب فيها وأفاض.