والمعنى: أي شيءٍ أصبتموه من أُمور الدُّنيا وزينتها فشأْنه أن يتمتَّع به أيَّامًا قلائل ثم يزول عنكم أو تزولون عنه، وما عند الله في الجنة من الثواب خير في نفسه من ذلك؛ لأَنَّه لذَّة خالصة عن شوائب الأَلم، وبهجة كاملة عارية عن سمات الهمّ، وأبقى؛ لأنه أبَدِىّ، أَغفلتم فلا تعقلون هذا الأَمر الواضح وتستبدلون الذي هو أدنى بالذى هو خير وتخافون على ذهاب ما أَحببتموه من متاع الحياة الدنيا، وتمتنعون من اتباع الهدى المفضى إلى ما عند الله من سعادة أبدية؟
هذه الآية الكريمة تقرير وتوضيح لما قبلها، ومعناها - كما قال ابن كثير -: أفمن هو مؤْمن فصدّق بما وعده الله على صالح الأَعمال من الثواب الذي هو صائر إليه لا محالة؛ لأن وعده - تعالى - لا يتخلف، كمن هو كافر مُكذِّب بلقاء الله ووعده ووعيده فهو مُمتَّع في الحياة الدنيا أيَّامًا قلائل ثم هو يوم القيامة من المُحضرين، أي: من المعذبين - كما قال مجاهد وقتادة.
وفي سبب نزولها قال ابن عباس: نزلت في حمزة بن عبد الطلب وأبي جهل بن هشام.
وقال مجاهد: نزلت في النبي ﷺ وأبي جهل، وعمَّم الثعلبي فقال: نزلت في كل كافر مُتِّعَ في الدنيا بالعافية والغنى وله في الآخرة النار، وفي كل مؤْمن صبر على بلاء الدنيا ثقة بوعد الله وله في الآخرة الجنة.