وقيل: المراد من العالمين الأَنبياءُ، إذ لم يبعث بعده نبي إلا أُمر بالاقتداء به، قال الله تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا﴾. (١)
٨٠ - ﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾:
تعليل لما فعل به ﵊ من التكرمة السنية من إجابة دعائه أَحسن أجابة، وإبقاء ذريته، وذكره الجميل وتسليم العالمين عليه إلى آخر الدهر، لكونه من المعروفين بالإحسان الراسخين فيه الذين نجزيهم أحسن الجزاء، ويكون ما وقع له من قبيل مجازاة الإِحسان بالإِحسان، وإحسانه مجاهدة أعداء الله تعالى - والدعوة إلى دينه، والصبر الطويل على أذاهم، أي: مثل هذا الجزء الكامل نجزي العاملين في الإحسان، أي: نجعل لهم لسان صدق يذكرون به بعدهم بحسب مراتبهم في ذلك.
٨١ - ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾:
تعليل لكونه ﵇ محسنا بخلوص عبوديته، وكمال إيمانه، للدلالة على جلالة الإيمان، وأنه القصارى من صفات المدح والتعظيم.
٨٢ - ﴿ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ﴾:
أي: المغايرين لنوح ﵇ وأهله، وهم كفار قومه أجمعين. فلم يبق منهم أحد، ولا عين ولا أثر، ولا يعرفون إلا بهذه الصفات القبيحة، وثم للتراخي في الذكر لا في الواقع، إذ بقاوُه ﵇ ومن معه متأَخر عن الإِغراق.