يدخل الجنة من الحور العين أي: خسروا أهليهم الذين يكونون لهم في الجنة لو آمنوا فبعدم إيمانهم ذهبوا عنهم ذهابًا لا إياب بعده.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد: عن قتادة قال: ليس أحد إلا قد أَعد الله - تعالى.
له أهلا في الجنة إن أطاعه.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن عباس أنه قال في الآية: خسروا أهليهم من أهل الجنة وكانوا قد أُعدوا لهم لو عملوا بطاعة الله.
﴿أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾: جملة مستأنفة. وتصديرها بحرف التنبيه والإشارة تنبيه إلى بعد منزلة المشار إليه في التفسير، وأنه لعظمه بمنزلة المحسوس، وفي توسيط ضمير الفصل وتعريف الخسران ووصفه بالمبين من الدلالة على كمال هوله وفظاعته، وأنه لا خسران وراءه ما لا يخفى، حيث استبدلوا بالجنة نارا وبالدرجات دركات.
الآية: بيان لخسرانهم بعد تهويله بطريق الإبهام، أي: لهم من فوقهم أطباق بعضها فوق بعض من النار، ومن تحتهم أطباق كثيرة بعضها تحت بعض وتسميتها ظللا للمشاركة والمراد: أن النار محيطة بهم إحاطة تامة من جميع الجهات، والتعبير جار بظلل مجرى التهكم، ولذلك قيل لهم: من فوقهم ظلل … إلخ.
﴿ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ﴾ أي: ذلك العذاب الفظيع الذي يخوف الله به عباده ويحذرهم إياه بآيات الوعيد ليبتعدوا عما يكون سببًا في إيقاعهم فيه. ثم وعظهم - تعالى - عظة بالغة منطوية على غاية اللطف والرحمة فقال مناديا لهم: ﴿يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾ ولا تتعرضوا لما يوجب سخطي عليكم، وغضبي منكم حتى تتحقق عبوديتكم لي التي هي عنوان الرضا عنكم، والتشريف لكم، والمراد في الآية المؤمنون لأنهم المنتفعون بالتخويف، وعممه آخرون في المؤمن والكافر. وقيل: هو خاص بالكافر.