هو الذي يحيى الأموات ويميت الأَحياء، أو الذي يفعل الإحياءَ والإماتة المتفرد بذلك لا يقدر على ذلك أَحد سواه، فإذا أراد إبراز أَمر من الأمور إلى الوجود فإنما يقول له: كن فيكون، من غير توقف على شيءٍ من الأَشباه أصلا، فهو - سبحانه - لا يُخَالَف ولا يُمانَع ولا يُعجزه شئٌ، ما شاء كان لا محالة من غير كلفة ولا معاناة.
ويقول الزمخشرى - في موقع جملة: ﴿إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ مما قبلها - يقول: جعل هذا نتيجة لقدرته على الإحياء والإماتة وسائر ما ذكر من أَفعاله الدالة على أَن مقدورا لا يمتنع عليه كأَنه قال: فلذلك الاقتدار إذا قضى أمرا كان أَهون عليه وأيسره.
وقال العلامة الآلوسي: وهذا عند الْخَلَف تمثيل لتأْثير قدرته - تعالى - في المقدورات عند تعلق إرادته - سبحانه - بها وتصوير لسرعة ترتب المكونات على تكوينه من غير أن يكون هناك آمر ومأمور [الآلوسي ص ٨٤].