للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا﴾: بطمأنينة نفوسنا عند اللقاء، فإن طمأنينة النفس تهب القوة، وتثبت الأقدام. ﴿وَانصُرْنَا﴾: بفضلك، وأعنا بقوتك ﴿عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾: الجاحدين لأُلوهيتك ونعمك المتوالية عليهم.

٢٥١ - ﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ … ﴾ الآية.

أي: فاستجاب الله دعاءهم، فهزموهم بإرادة الله - تعالى - ونصره لهم، بسبب إيمانهم واعتمادهم عليه، وصبرهم في ملاقاة العدو، واستمساكهم بأسباب النصر، وعدة الحرب ﴿وَقَتَلَ دَاوُدُ﴾: أحد جنود طالوت ﴿جَالُوتَ﴾: زعيم العبرانيين، وانتصرت القلة المؤمنة، على الكثرة الكافرة.

وفي ذلك ترغيب للمؤمنين في الجهاد، وتحذير من الضعف والفرار حذر الموت. ثم مات طالوت ملك بني إسرائيل، فتولى داود الملك بعد ﴿وَآتَاهُ اللهُ﴾ - بسبب شجاعته وعقله ودينه - الملك، ووهبه الحكمة، وعلمه مما يشآءُ الله تعليمه إياه، من العلم الذي اختصه به .

وبذلك دفع الله بداود عن بني إسرائيل معرة الجبن والهزيمة.

﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ﴾:

وهكذا يدفع الله بالصالحين - من الناس - المفسدين في الأرض، المعطلين مصالح العباد، ولولا ذلك لفسدت الأرض، ووقع الناس في الفوضى.

﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾: فيدفع الله بعضهم بقوة بعض، رحمة بهم.