والآية إخبار عن استحقاقه - تعالى - الحمد وحده؛ لأنه رب السموات والأرض ورب العالمين، ويجوز أن يراد بها الإنشاء وهو طلب الحمد لله، والمعنى: فلله وحده الحمد والثناء فاحمدره وحده فهو خالق السموات والأرض وما بينهما وما فيهما ورب ذلك كله، وهذه الربوبيّة تُوجب تخصيص الحمد باللهِ على نعمه الكثيرة وآلائه العظيمة.
وله - وحده - العظمة والملك والسلطان والكماله، فهو سبحانه الذي كل شيء خاضع لديه فقير إليه، وقيل الكبرياء: كمال الذات وكمال الوجود، وخُصّ ذلك بالسموات والأرض لظهور آثار الكبرياء وأحكامها فيها، وقد ورد في الحديث الصحيح:"العظمة إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدا منها، أسكنته ناري" ذكره ابن كثير.
﴿وهو العزيز﴾ الذي لا يقهر ﴿الحكيم﴾ في كل ما قضى وقدّر، يضع الشيء في موضعه.
وفي هذه الجمل إرشاد - على ما قيل - إلى أوامر جليلة، كأنه قيل: له الحمد فاحمدوه، وله الكبرياء فكبّروه، وهو العزيز الحكيم فأطيعوه ﷿ وجعلها بعضهم مجازا أو كنايات عن الأوامر المذكورة. والله أعلم.