للكافرين نارا مسعورة موقدة ملتهبة، وكان الظاهر أن يقال: فإنَّا أعددنا لهم، فعدل عن ذلك إلى الظاهر وهو لفظ (الكافرين) إيذانا بأن من لم يجمع بين الإيمان بالله - سجانه - والإيمان برسوله ﷺ فهو كافر مستحق للسعير بكفره.
أي: ولله - وحده - ملك السموات والأرض - يدبّره تدبير قادر حكيم، وهو - جل شأنه - المتصرّف في الجميع كما يشاء، - له هذا الملك - يغفر لمن يشاء المغفرة له ويعذب من يشاء أن يعذِّبه، من غير دخل لأحد في شيء من غفرانه أو تعذيبه، وكان الله - ولا يزال - عظيم المغفرة لمن يشاء، ولا يشاء - سبحانه - المغفرة إلا لمن تقتضى الحكمة المغفرة له ممن يؤمن بالله وبرسوله، وأما من عدا ذلك من الكافرين المُجَاهرين والمنافقين فهم بمعزل عن ذلك، وفي تقديم المغفرة وختم الآية بكونه (غفورًا رحيمًا) بصيغة المبالغة فيهما فيه من واسع غفرانه وعظيم رحمته ما فيه، وفي الحديث:"كتب ربكم على نفسه بيده قبل أن يخلق الخلق: رحمتى سبقت غضبى" أي: قضى بذلك وأوجبه على نفسه، والآية كما قال أبو حيّان لبعث الرَّجاء في قلوب المنافقين إذا آمنوا حقيقة، وقيل: لقطع أطماعهم الفارغة في طلب استغفاره ﵇ لهم.