وإشراكهم بالله ﷿ وتكذيبهم رسوله ﷺ وهم أهل مكة وأحزابهم من الكفار قد أعد الله لهؤلاء نصيبًا من العذاب مثل نصيب نظرائهم من الأمم السَّابقة، وعن قتادة: سجْلا (١) من العذاب مثل سَجْل أصحابهم، فلا يطلبوا مني أَن أعجل في الإتيان بالعذاب قبل أوانه، فهو لاحق بهم لا محالة.
أي: فهلاك وعذاب شديد للذين كفروا من يومهم الذي يوعدونه لما ينالهم فيه من الشَّدائد والأهوال وما يلاقونه فيه من عذاب وعقاب، وفي الآية بعض اللطائف:
١ - وضع الموصول موضع الضمير فجاء النَّظم (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) بدل فويل لهم؛ تسجيلا عليهم بما في حيِّز الصِّلة من الكفر، وإشعارا بعلة الحكم.
٢ - الفاء في قوله:(فويل) لترتيب ثبوت الويل لهم على أَن لهم عذابًا عظيمًا.
٣ - المراد بذلك اليوم، قيل: يوم بدر، ورُجِّح بأنه الأوفق لما قبله من حيث إنه ذنوب من العذاب الدنيوى، وقيل: يوم القيامة، ورجح بأنه الأنسب لما في صدر السورة الكريمة الآتية: والله أعلم.