أَي: ما هذا إِلا كلام المخلوقين تعلمه محمد منهم، ثم ادعي أَنه من عند الله، وخدع به القلوب كما تُخْدع بالسحر، وهذه الجملة كالتأكيد للجملة الأَولى؛ لأَن المقصود منهما نفي كونه من كلام الله تعالى، ثم الذي يظهر من تتبع أَحوال الوليد أَنه قال ما قال عنادًا وحمية جاهلية لا جهلا بحقيقة الحال.
٢٦ - (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ):
أَي: سأُدخله جهنم كي يصلى حرها ويحترق بنارها، وقال ابن كثير: سأغمره فيها من جميع جهاته، وإِنما سميت جهنم سقر من: سقرته الشمس: إِذا أَذابته ولوحته وأَحرقت جلدَ وجهه.
٢٧ - (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ):
أَيْ: أَيّ شيءٍ أَعلمك ما سقر؟! وهذا الأُسلوب مبالغة في وصفها، وتهويل وتعظيم بشأنها، ثم وصفها وفسر حالها فقال:
٢٨ - (لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ):
أَي: لا تترك لهم عظمًا ولا لحما ولا دمًا إِلاَّ أَحرقته، وكرر اللفظ تأكيدًا، وقيل: لا تُبْقي منهم شيئًا إِلا أَهلكته، ثم يعادون خلقًا جديدًا فلا تلبث أَن تعاود إِحراقهم هكذا أَبدًا.
٢٩ - (لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ):
أَي: مُقَيِّرة للبشرات مُسَوِّدة للجلود ومحرقة لها، وفي بعض الآثار أَنها تلفح الجلد لفحة فتدعه أَشد سوادًا من الليل، واعترض بأَن لا يصح وصفًا بما ذكر من تسويدها لظاهر الجلود في سبحانه (لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ) الصريح في الإِحراق. وأَجيب بأَنها في أَول الملاقاة تُسَوَّد الجلد ثم تحرقه وتهلكه، وقد يجاب بأَن المراد ذكر أَوصافها الفظيعة من