(فَجَعَلَ مِنْهُ): أَي: فجعل من الإِنسان أو المني (الزَّوْجَيْنِ) الصنفين والنوعين (الذَّكَرَ وَالأُنثَى) بدل من الزوجين، يجتمعان تارة وينفرد كل منهما عن الآخر تارة أُخري.
أَليس ذلك العظيم الشأْن الذي أَنشأَ هذا الإِنشاءَ البديع من هذه النطفة الضعيفة قادرًا أَن يعيده كما بدأَه، ويحيي الموتي بعد جمع عظامهم للحساب والجزاءِ، ولقد جاءَت عدة أَخبار أَن النبي ﷺ كان إِذا قرأَ هذه الآية قال: سبحانك وبلى، وفي بعضها سبحانك اللهم فبلي، ومن حديث أَخرجه أَحمد وأَبو داود والترمذي والحاكم وصححه عن أَبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (من قرأَ لا أُقسم بيوم القيامة فانتهي إِلى أَليس ذلك بقادر على أَن يحيى الموتي فليقل بلي) والله أَعلم.