للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إِلى ما لا نهاية فلا يخرجون منها أَبدًا، ولا يخفف عنهم من عذابها، ويؤيد ذلك ما روى عن الحسن أَنه قال: الحقب زمان غير محدود.

٢٤، ٢٥ - (لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا * إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا):

أَي: لا يذوقون في جنهم شيئاً ما من برد، ويراد به برد النسيم الذي يريحهم، وينفس عنهم حر النار وقيل: يراد به النوم، فقد ورد عن بعض العرب: منه البردُ البردَ، أَي: النوم، ولا يذوقون شيئًا من شراب يروى غلتهم، ويسكن عطشهم فيها،

(إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا): لكن يتجرعون فيها حميمًا، وهو الماء الحار البالغ غاية الحرارة، وغساقًا وهو ما يسيل من جلود أهل النار من صديد، وقيح، وعرق، ودموع، وفي الحديث: (إِنَّ الرجلَ منهم إِذا أَدنَى ذلكَ من فيهِ سقطَ أَديمُ وجْهِه حتى يبقَى عظامًا تَقَعْقع) ذكره الآلوسي.

٢٦ - (جَزَاءً وِفَاقًا):

أَي: الذي صاروا إِليه من العذاب جزاء موافق لأَعمالهم السيئة في الدنيا، بمعنى أَنَّه يقدرها في الشدة والضعف لا يزيد عليها ولا ينقص عنها، كما يقتضيه عدل الله ورحمته.

٢٧ - (إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا):

تعليل لاستحقاقهم هذا العذاب، أَي: لأَنهم كانوا لا يخافون أنَ يحاسبوا بأَعمالهم التي اقترفوها. إِمعانًا منهم في الكفر والطغيان، أَو لم يكونوا يعتقدون أَن ثم دارًا يجازون فيها ويحاسبون.

٢٨ - (وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا):

المعنى: أَنهم كانوا يكذبون بآيات الله الدالة على البعث، أَو التي أَنزلها على رسله تكذيبًا شديدًا مفرطًا.

٢٩ - (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا):

أَي: وكل شيءٍ من الأَشياء التي من جملتها أَعمالهم. قال أَبو حيان: وكل شيءٍ مما يقع