أَي: إِن ثمود لَمَّا اقترحوا آية من رسول الله صالح تدل على نبوته أَخرج لهم بإِذن الله ناقة من الصَخرة. وقال لهم: هذه ناقة الله وآيته الدالة على توحيده وقدرته، وعلى نبوتي ولها شرب يوم من ذلك البئر ولكم كذلك شرب يوم من البئر نفسه، فلكلٍّ نصيبه، ونهاهم وحذرهم من أَن يمسُّوها بسوءٍ، أَو أَن يمنعوها من سقياها وشربها في نوبتها، ولا يستأثروا به عليها، فشق ذلك عليهم.
أَي: فكذبوا نبيَّهم صالحًا ﵇ فيما أَوعدهم وأَنذرهم به من العذاب، وفعلوا ما حذرهم منه، فقتلوا الناقة، وأُسند العَقْرُ والقتلُ إِليهم لأَنهم قد رضوا وتواطأُوا على ذلك: بل إِنهم قد حرضوا وحضُّوا أَشقاهم على اقتراف هذه الفعلة الشنعاء، قال قتادة: بلغنا أَنه لم يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم وذَكَرُهُمْ وأُنثاهم.
(فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا) أَي: أَطبق الله عليهم العذاب واستأْصلهم به فسَّوى الدمامة والإِهلاك عليهم؛ لأَن الصيحة أَهلكتهم جميعًا فأَنت على صغيرهم وكبيرهم، وذلك بسبب ذنبهم الذي هو الكفر والتكذيب وعقر الناقة، أَو أَهلكهم فجعلهم تحت التراب وسوَّى عليهم الأَرض.