أي: وأما من خفت موازينه بأَن لم تكن له حسنة يعتد بها أَو رجحت سيئاته على حسناته ممن كان في الدنيا عظيم لا خير فيه، أَكل خير الله وعبد غيره، وعاث في الأًرض فسادُا -لم يكن شيئًا له قيمة فلا ترجع له كفة ميزان لو وضع فيها- (يقال: خف ميزانه، أي: سقطت قيمته ومروءَته فكأنه ليس بشيءٍ، حتى لو وضع في كفة ميزان لم يرجح بها على أُختها).
٩ - (فأُمُّهُ هَاوِيَةٌ):
أَي: فمأْواه (هَاوِيَةٌ) أُريد بها النار كما يؤذن به قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَة) فإنه تقرير لها بعد إبهامها، والإشعار بخروجها عن المعهود للتفخيم والتهويل، وذكر إن إطلاق (هاوية) على النار لغاية عمقها وبعد مهواها، وعبر عن المأْوى بالأُم على التشبيه بها، فالأُم مفزع الولد ومأواه، وفيه من التهكم ما فيه.
١٠ - (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ):
أي: وما أعلمك ما الهاوية وأي شيءٍ تكون؟! والهاءُ للسكت ثم فسرها بعد إبهامها فقال:
١١ - (نَارٌ حَامِيَةٌ):
أي: هي نار حارة شديدة الحرارة، قوية اللَّهب والسَّعير، لا تبلغ حرارتَها أيةُ نار مهما سُعِّرت وأُلقي فيها من وقود، عن أَبي هريرة أن النبي ﷺ قال: "نَارُ بَنِي آدَمَ الَّتِي