أَي: ثم لتسأَلن يومئذ عن شكر ما أَنعم الله به عليكم من الصحة والأَمن والرزق وغير ذلك أَي: ماذا قابلتم به نعمه من شكره وعبادته؟!
قيل: الخطاب في (لَتُسْأَلُنَّ) للكفار، وعليه ابن عباس: وقيل: الخطاب مخصوص بكل من أَلهته دنياه عن دينه، والنعيم مخصوص بما شغله عن ذلك، وخير القول في النعيم قول مجاهد؛ كل لذة من لذات الدنيا.
وفي التفسير الكبير: الحق أَن السؤَال يعم المؤمن والكافر عن جميع النعم به سواء كان ما لابد منه أم لا؛ لأَن كل ما يهب الله تعالى يجب أَن يكون مصروفًا لطاعته سبحانه لا إِلى معصيته ﷿ فيكون السؤال واقعًا عن الكل، ويؤكده قوله ﵊"لا تَزولُ قَدَمَا العَبْدِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ:
٤ - وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ بِهِ"؛ لأَن كل نعيم داخل فيما ذكره ﷺ وما ورد في بعض الآثار مثل ما روي عن عمر ﵁ أَنه قال: أي نعيم نسأَل عنه يا رسول الله وقد أُخرجنا من ديارنا وأَموالنا، فقال رسول الله ﷺ:"ظِلَالُ المَسَاكِنِ وَالأَشْجَارِ وَالأَخْبِيَةِ الَّتِي تقِيكُمُ الحَرَّ وَالبَردَ، وَالمَاءُ البَارِدُ فِي اليَوْمِ الحَارِّ" فذلك من باب التمثيل ببعض أَفراد خصت بالذكر لأَمر اقتضاه الحال، ويؤيد ذلك قوله ﵊ في غير رواية عند ذكر شيءٍ من ذلك:"هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ" بمن التبعيضية، والله أعلم.
(١) (وعالم اليقين: العلم بما أعطاه الدليل من إدراك الشيء على ما هوعليه، وعين اليقين: العلم بما تعطيه المعاينة والمشاهدة والكشف، أما حق اليقين فهوملابسة الأمر والدخول فيه بالفعل