للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي هذا يقول تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ … ﴾ " (١).

إذ المراد بالكتاب: القرآن الكريم.

١٠٧ - ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١٠٧)﴾:

المعنى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ﴾ في هذا اليوم، ممن ثبتوا على الحق في الدنيا، لم يتفرقوا فيه ﴿فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ﴾ أي في جنته ونعيمها، ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ أي باقون فيها أبدا. ﴿لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾ (٢).

وإنما عبر عن الجنة بالرحمة؛ لأَنها دار رحمته، للإشعار بأَن دخولها، إِنما هو بفضل الله وبرحمته. لا بالعمل وحده.

١٠٨ - ﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ﴾:

المعنى: تلك الآيات العظيمة المبشرة بإثابة الله للمؤمنين. المنذرة بتعذيبه للكافرين ﴿نَتْلُوهَا عَلَيْكَ﴾: يا محمد. ﴿بِالْحَقِّ﴾: أي محقين عادلين فيما بَيّنَاهُ فيها من جزاءٍ للعباد حسب أعمالهم ﴿وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا﴾ ولو قليلا ﴿لِلْعَالَمِينَ﴾.

أي وإذا كان لا يريد ظلماً لأحد من العالمين ولا يقصده فأنه لا يقع منه، فكل عبد ينال جزاءَ عمله حسب الوعد والوعيد. دون أن ينقص ثوابه إِن كان محسنًا، أَو يزاد عقابه إِن كان مسيئاً، أو يعاقب بغير ذنب. ولكن العباد هم الذين يظلمون أنفسهم باختيارهم الضلالة والهدى، واستحقاقهم العذاب بذلك ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ (٣).

١٠٩ - ﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ. . .﴾ الآية.

أي هما - وما فيهما - لله وحده: خلقًا وملكاً. وتدبيراً ومآلاً.


(١) البقرة من الآية: ٨٩.
(٢) الحجر آية: ٤٨.
(٣) يونس آية: ٤٤.