وعلى كل: فالمراد، أنه لا ينبغي أن تجعلوا وفاة الرسول -بموت أو قتل- سببًا في تولِّيكم منهزمين عن قتال الكفار وجهادهم؛ استبعادا لقتله. فقد مضى من قبله أمثاله من الرسل. وما كان موتهم أَو قتلهم سببًا في ارتداد أتباعهم عن دينهم، ولا في تخلِّيهم عن جهاد أعدائهم.
هذا وعيد من الله لكل من تهتز عقيدته، أو يفر من المعركة أمام أَعداء الإِسلام.
والمعنى: ومن يُدْبر عن دينه لأَي سبب، أو ينهزمْ أَمام الكافرين ولا يستبسل في الدفاع عن دينه ووطنه.
﴿فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ﴾ بما فعل من تولِّيه مدبرًا. ﴿شَيْئًا﴾ أي أَقل ضرر. وإِنما يضر نفسه: بتعريضها لسخط الله، وازدراءِ الناس له، كما يضر قومه؛ فإِن الله ﷾ لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين.
﴿وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾:
أي وسيجزي الله من شكروه بصبرهم على دينهم ولقاء عدوهم، جزاءً يليق بكرمه .. ومِن ذلك النصر على الأعداءِ وحسن ثواب الآخرة.
والتعبير بقوله: ﴿وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ يفيد أن جزاءَهم متوقع قريبًا، فإن السين للتقريب، وقد حقق الله وعده، ونصرهم فيما استقبلوه من غزوات. وما عند الله - في الآخرة - أعظم وأكرم.