للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿فَزَادَهُمْ إِيمَانًا﴾: أي فزادهم هذا التخذيل إيماناً وثقة بالله. وقالوا في يقين صادق.

﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾: الله كافينا: يَرُدُّ عنا أعدائنا وينصرنا، ونعم الكفيل الله تعالى.

١٧٤ - ﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ … ﴾ الآية.

اتجه المسلمون إلى لقاء المشركين في بدر، حسبما تواعدوا مع أبي سفيان عقب عزوة أُحد. فلم يجدوا أحداً من المشركين فيها. ووجدوا السوق قائمة. فاتجروا فيها بما معهم، فربحوا ربحاً وفيرا .. وقد أقاموا بها ثمانية أيام.

والمعنى: فعادوا من بدر الثانية، بنعمة من الله عظيمة: وهي العافية والثبات على الإيمان والزيادة فيه، وخوف العدو منهم. كما عادوا بفضل منه تعالى، وهو ما ربحوه في تجارتهم.

﴿وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾:

أي حرصوا على فعل ما يرضي الله تعالى عنهم. من المبادرة إلى فعل الطاعات. ومنها: خروجهم لبدر، وترك المنهيات. ففازوا برضوان الله، وتأييده، ونصره.

﴿وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾: يخص به من والاه.

وتنكير الفضل، ووصفه بالعظيم، دليل على سمو قدره، وعظيم منزلته.