المعنى: إن الذين استبدلوا الكفر بالإيمان - بعد ما قام برهانه - لن يضروا دين الله شيئاً من الضرر. فسيمضي إلى ما شاء الله من النمو والازدهار. وما يضروا بمكائدهم سوى أنفسهم، حيث يضرونها: في الدنيا بالتلوث بالكفر الذي قام البرهان على فساده، وفي الآخرة بالعقاب. وذلك هو قوله تعالى:
﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾: لا يعصمهم منه عاصم، ولا ينقذهم منه منقذ.
وقد أكدت هذه الآية، وما أفادته الآية السابقة، من أن السعي في الإضرار بالإسلام، لا يضر الإسلام. فإنه ماضٍ إلى ما كتبه الله من الذيوع والانتشار. وإنما يضر ذلك السعي صاحبه في الدنيا والآخرة. كما عممت الحكم في جميع الكفار: سواء أكانوا منافقين أو صرحاء بالكفر.
المعنى: ولا يعتقدن الذين كفروا: أن إمهالنا لهم، وعدم تعجيلنا بعقوبتهم علي كيدهم للإسلام - خير لأنفسهم، فإن فازوا في غزوة من الغزوات، أو في مكر سيء فعلوه بالإسلام، ولم يعجل الله بعقوبتهم، فلا يفرحوا بذلك. فهذا إملاء من الله لهم وإمهال، حتى تأتيهم عقوبة الله في أوانها، بعد أن تزداد مآثمهم، مصداقاً لقوله تعالى:
أي: ما نمليهم ونؤخر عقوبتهم، إلا لتكون عاقبتهم أن يزدادوا إثماً على إثمهم: بكثرة المعاصي فيستحقوا أشد العذاب، إن لم يرجعوا - بهذا الإمهال - عما هم فيه من الكفر والمعاصي.
﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾:
أي: ولهم في الآخرة عذاب مهين: يقلل منزلتهم في الدنيا بالكفر والمعاصي، والكيد للإسلام والمسلمين، والبادئ أظلم.