ويؤَيده، ما رواه ابن جرير، وابن أَبي حاتم عنه: أَنه قال: الإِناث كل شيء ليس فيه روح، مثل الخشبة اليابسة، والحجر اليابس. فمثل ذلك في حكم الموتى.
وبرأي ابن عباس. قال الحسن ﵁.
ورأَى آخرون: أَن إِطلاق الإِناث على معبودات المشركين، لضعفها وعدم نصرتها لهم، كما هو شأن الإِناث، لأَن العرب كانت تطلق الُأنثى: على ما ضعُفَت منزلته، أَو قلتْ فائدته. وكانت نساؤُهم لديهم من هذا القبيل.
وقال آخرون: إِن إِطلاق الأنثى على الوثن … لأَن ذلك كان تعبير العرب عنه. فقد رُوِيَ أَن كل حي من أَحياء العرب كان لهم صنم يعبدونه. وكانوا يقولون: أنثى بني فلان لأَنهم كانوا يزينونها بالحلي، كما تزين النساءُ.
والرأيان الأَولان أَجدر بالقبول، فإن المقصود، هو ذم هذه الأَوثان من جهة ضعفها عن جلب المنافع أَو دفع المضار، لا من جهة الأُنوثة.
والمعنى: ما يعبدون - أَو ما ينادون لحوائجهم - إِلا آلهة تشبه الأَموات أَو الإِناث، في ضعفها وعدم استجابتها لحاجة عابدها أَو داعيها - وما يعبدون أَو ما ينادون في الواقع إِلا شيطانا شريرًا. عاتيا متمردا، خارجا عن الطاعة. وهو إِبليس فهو الذي زَيَّنَ لهم دعاءها وعبادتها فأَطاعوه، فكانت طاعتهم له عبادة.
المعنى: طرده الله عن جنته وعن رحمته، لتمرده. واستكباره عن طاعة ربه. حين أَمره بالسجود لآدم، إعظاما لخلق الله إياه. ثم وسوس له بمختلِفِ أَلوانِ الإِغراءِ: حتى عَصَى الله، فأَكل من الشجرة التي حرَّمها عليه. ولذلك أَخرج الله إِبليس من الجنة مذموما مدحورا، محروما من رحمة الله في عاجله وآجله.
وبعد أَن أنزل الله به لعنته وطرده، قال يخاطب الله تعالى: ﴿لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾ يريد: توكيد استيلائه - بالوسوسة - على إرادة أَبناءِ آدم عدوه، حتى يسخرها في سبيل الغوَاية والفساد عقيدة وعملًا، حتى كأنهم نصيبٌ مفروض