المعنى: يؤَكد الشيطان اللعين، توكيدا بعد توكيد أَنه سيُضِل عباد الله عن الحق، وأَنه سيُمَنِّيهِم بالأَماني الباطلة، كعدم البعث، وعدم الحساب والعقاب. وما يوسوس به إِليهم من الكفر والمعاصي، كإِيهامهم أَن الديانات باطلةٌ، وما جاءَت به من الوعيد والجزاءِ باطل، وأَنها من صنع الذين جاءوا بها.
ويؤكد الشيطان أَنه سيأمرهم بتبكيت آذان الأَنعام فيطيعون أَمره … وتبكيتُ آذانِها: تقطيعُها أَو شَقُّها. وقد حققوا ظنه، فقد أَمرهم بذلك ففعلوا. إِذ كانوا يقطعونها أَو يشقونها زاعمين - كما وسوس لهم - أَن ذلك يرضي أوثانهم.
فقد كانوا في الجاهلية يقطعون آذان الناقة إِذا ولدت خمسة أَبطن خامسها ذكر، ويحرمون ركوبها والحمل عليها، سائر وجوه الانتفاع بها.
أي: ولآمرنهم بتغيير خلق الله فَيستجيبون ويغيرونه، كما في خَصْيهِم للعبيد، وكالوشم، وترجل النساءِ، وتخنس الرجال، وإِتيان الذكور كما تؤتى الإِناث، وفقء عين الفحل من الإبل، إِذا أدرك نتاجَ نتاجه، أي إِذا عاش إِلى أَن رأَى ولد ولده. ويقال له حينئذ: الحامي. ونحو ذلك من تغيير خلق الله.
وقد اختلف العلماءُ في خصاءِ البهائم، فرخص فيه جماعة إِذا قصدت فيه المنفعة.
وجمهور العلماءِ على جواز الأضحية من الأَنعام المخصية، فإِن الخصاء يطيب اللحم.
ورخص عمر بن عبد العزيز، في خصاء الخيل … وخَصَى عروة بن الزبير بَغْلًا له.