والمعنى: أُحل لكم أيها المؤمنون، جماع زوجاتكم ليلة الصيام دون حرج.
﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ﴾: هذه الجملة في قوة التعليل للإباحة، وهي مجاز عن أن كليهما يمنع الآخر عما لا يحل، فكما يمنع اللباس الحر والبرد، فكذلك كل من الزوجين يمنع الآخر، ويستره عن الفاحشة، بما أحله الله له من المباشرة.
وقا ابن عباس معناه: هن سكن لكم وأنتم سكن لهن.
﴿عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ﴾: بغشيان نسائكم وإنقاص حَظَّ أنفسكم من الثواب وتعريضها للعقاب بفعل ما تعتقدونه محرمًا عليكم.
﴿فَتَابَ عَلَيْكُمْ﴾: أي قبل توبتكم ﴿وَعَفَا عَنْكُمْ﴾: أي محا أثره عنكم، فلم يَعُدْ فعله خطيئة لكم.
﴿فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾: بهذا أزال الله عن المؤمنين الحرج، فأباح لهم أن يباشروا نسائهم ليلة الصيام، مع مراعاة أن الهدف ليس إرضاءَ الشهوات فحسب، بل إعفاء الزوجين، وحفظ النوع الإنساني، فينبغي أن ينوي ذلك بالمباشرة كما سنَّها الله.
أحلت هذه الآية للصائمين: أن يباشروا زوجاتهم، وأن يأكلوا ويشربوا عن غروب الشمس إلى طلوع الفجر. والخيط الأبيض: كناية عن الشعاع الضوئي الممتد بعرض الأُفق، فإذا بدأ ظهوره، تميز من فوقه الليل أسود اللون، وهو الذي كنَّتْ عنه الآية بالخيط الأسود، فإذا اجتمعا على هذا النحو، كان الفجر.
فالفجر: عبارة عن مجموع الخيطين الأبيض والأسود. ولذا بينهما الله مجتمعين بقوله: ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾ ولكون الفجر مجموع الخيطين، قال الشاعر: