للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والساج: شجر ينبت ببلاد الهند، وخشبه أسود رزين لا تكاد تبليه الأرض.

وقال أبو حنيفة: لا بأس بنقش المساجد ماء الذهب، وروى عن عمر بن عبد العزيز أَنه نقش مسجد النبي وبالغ عمارته وتزيينه، وذلك في زمن ولايته المدينة قبل الخلافة، ولم ينكر عليه أَحد.

ومن تعظيم المساجد: الدعاءُ عند الدخول والخروج، أخرج الإمام مسلم بسنده عن أبي أسيد قال: قال رسول الله : "إِذا دخل أَحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لى أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أَسألك من فضلك".

ومن تعظيمها: صلاة ركعتين لله تعالى قبل الجلوس، روى مسلم عن أبي قتادة أن رسول الله - صل الله عليه وسلم - قال: "إِذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس".

والمراد بالتسبيح فيها بالغدوِّ والآصال: الصلوات فيها بالغُدوَات، أي: أوائل النهار، وبالعشيات: أَواخره، وقيل: المراد به: تنزيه الله ومراقبته والاشتغال بطاعته.

والغدوُّ في الأصل: مصدر، أُطلق مجازا على وقته، ولذا حسن اقترانه بالآصال، جمع: الأصيل، وهو: العشيُّ، وسيأْتى المعنى الإِجمالى لهذه الآية مع الآيتين بعدها، لشدة اتصالها بهما.

٣٧ - ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ … ﴾ الآية.

رجالٌ: فاعل لقوله: (يُسَبِّحُ) في الآية السابقة، وخص الرجال بالذكر؛ لأن النساء لا حَظَّ لهن في المساجد؛ إذْ لا جمعة عليهن ولا جماعة، وصلاتهن في بيوتهن أَفضل، أخرج الإمام أَحمد، والبيهقى: عن أم سلمة أَن رسول الله قال: "خير مساجد النساء قَعْر بيوتهن" فإن صلين في المساجد ابتعدن عن أسباب الفتنة، فقد ثبت في صحيح مسلم عن زينب امرأة ابن مسعود قالت: قال لنا رسول الله - صلى الله