في الكبكبة عنها ليشاهدوا سوء حالها وضعفها وهوانها وضعتها، فيقطع رجاؤهم في النجاة قبل دخول الجحيم، وقيل: ضمير ﴿فَكُبْكِبُوا﴾ للمشركين مطلقا، والغاوون هم القادة المتبعون.
٩٥ - ﴿وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ﴾:
المراد من جنود إبليس: من يساعدونه على إغواء البشر من شياطين الجن والإنس أي: ألقى فيها الأصنام والغاوون الذين عبدوها، وجنود إبليس ألقى فيها هؤلاء أجمعون ليعذب كل منهم على جريرته، أما الأصنام، فإنها تشاركهم النار لا عقابا لها، بل لبيان أنهم لا قدرة لهم على نفعهم، كما لا قدرة لهم على إنقاذ أنفسهم.
٩٦ - ﴿قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ﴾:
استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ عما قبله، كأنه قيل: كبكب الآلهة والغاوون - عبدتها - والشياطين الداعون لها فما الذي حدث بعد ذلك؟
أي: قال الغاوون من العبدة يخاصمون آلهتهم، ويلومون أنفسهم على عبادتها، ويتحسرون كل تقديسها حيث يجعلها الله أهلا للخطاب يومئذ، وقال الزمخشرى: ويجوز أن يجرى ذلك التخاصم بين العصاة والشياطين.
(إن) في قوله: ﴿إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن: والمعنى: والله إن شأننا أننا كنا في دنيانا في ضلال عن الحق واضح، حين سويناكم أيها الأصنام برب العالمين في استحقاق العبادة، مع أنكم أدنى مخلوقاته وأذلها، يقولون ذلك تحسرا على ما فاتهم من أسباب النجاة، وبيانا لخطئهم في رأيهم مع وضوح الحق، وقد أكدوا ذلك بالقسم، واستعملوا فيه حرف التاء المفيدة للتعجب كما قاله بعض النحاة.