المراد من العظام: عظام حماره البالية المتفرقة .. طلب إليه أن ينظر كيف يعيد الله تركيبها كما كانت عليه، بعد إعادة الصلاحية لها، بأَن يرفع بعضها فوق بعض على الشكل الذي كانت عليه، قبل موت ذلك الحمار. ثم يكسوها لحما، ثم ينفخ فيه الروح فيعود كما كان جسمًا وصورة وحركة وصوتًا، ليعرف - بالمشاهدة - قدرة الله على إحياء هذه القري، التي سأل عنها متعجبًا:
ويرى بعض المفسرين: أن الحمار بقي حيًا لم يمت، على الرغم من مرور هذا الزمن الطويل، دون أن يأكل الحمار أو يشرب: حفظه الله حيًا كما حفظ الطعام غضًّا، والشراب سائغًا هنيئًا. وأن العظام - التي أُمر أن ينظر إلى إعادتها وكسوتها باللحم - هي عظام أهل هذه القرية التي مر عليها، وهي خاوية على عروشها، لأن التعجب الصادر منه، كان بشأن كيفية إعادة سكانها إلى الحياة!
وقيل: هو منظر عظام الأجنة، وكيفية تكوينها، ثم إكسائها باللحم، ثم سريان الحياة فيها بعد هذا التكوين.
وفي قراءة: ﴿نَنشُرُهَا﴾ بالراءِ أي: نبعثها، ونحييها بعد الموت. والمؤَدَّى في القراءتين واحد. فأمر الإحياء - على الصورة السابقة - يصدق فيه الانشاز والنشر. فكلاهما فيه إحياء بعد موت!.
والمعنى: فلما ظهرت أمامه هذه الآيات الثلاث، واتضح له - بالمشاهدة - كيفية إحياء الله أهل هذه القرية بعد موتهم، قرر - في ثقة وإيمان - علمه بأَن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه على كل شيء قدير، وفي جملته: إحياءُ هذه القرية بعد موتها!!