للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المفردات:

(الراسِخُونَ في العِلْمِ): الثابتون فيه.

التفسير

١٦٢ - (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ (١) في الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ... ):

بعد أَن حكى الله مخازيَ اليهود في عقائدهم وأَعمالهم، وذكرَ ما أَعد لهم من العذاب العظيم، استثنى طائفة منهم عرفوا الحق فآمنوا به، وأَثنى عليهم بما هم أهله، ووعدهم بالثواب العظيم. وهم طائفة الراسخين في العلم.

[سبب النزول]

أَخرج البيهقي في "الدلائل" عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَن هذه الآية نزلت فيمن آمَنَ مِنْ أَحبار أَهل الكتاب، إِيمانا صادقًا: كعبد الله بن سلام، وأَسد بن عبيد، وثعلبة بن سَعْيَةَ وأُسَيْد بن سَعْية وغيرهم. وهذا هو المشهور عن كثير من المفسرين، كما ذكره محمَّد بن إسحاق.

المعنى: لقد كفر عامة اليهود بما أُنزل إليك لجهلهم وعنادهم، لكِنِ الثابتون في العلم منهم، والصادقون في الإيمان بكتابهم، كعبد الله بن سلام - وغيره من علمائِهم، يؤْمنونِ بما أُنزِل إليك من القرآن، وبما أُنزِل مِن قبلك من الكتب التي جاءَ بها الأنبياءُ والمرسلون وليسوا متعصبين لدينهم بالباطل، كسائر بني قومهم.

(وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ (٢) وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ):


(١) (لكن) حرف استدراك مهمل، و (الراسخون) مبتدأ، خبره جملة: (أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما) وما بينهما صفات للراسخين في العلم من جهة المعنى، ولكنها عطفت عليها تنزيلا للاختلاف في العنوان منزلة الاختلاف في الذات.
(٢) (والمقيمين الصلاة): المقيمين وصف في المعنى لكلمة (الراسخون): وظاهر السياق أن يقال فيه: (والمقيمون) كسائر الصفات التي قبله وبعده، حيث جاءت كلها مرفوعة بالواو؛ لعطفها على موصوفها المرفوع وهو (الراسخون) ولكنه عدل عن رفعه بالعطف إلى قطعه ونصبه لإرادة المدح، كما قاله علماء النحو البصريون، وعلى رأسهم سيبويه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>