فقالت طائفة: يستحلفون بالله، هذا قول مسروق، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، وشريح، والنخعي، وكعب بن سور، وبه قال مالك، والثوري، وأبو عبيد غير أن كعب بن سور قال: اذهبوا به إلى المذبح، واجعلوا التوراة، في خجرة، [١/ ٢٠١/ألف] وإلا تحمل على رأسه.
وقال مالك: يستحلف النصراني حنث تعظيم من الكنائس وغيرها، وقال الشافعي كذلك، وقد روينا عن شريم أنه كان يستحلف أهل الكتاب بدينهم.
وروينا عن الشعبي أن نصرانيا قال له: أحلف بالله، فقال له لا يا خبيث، قد فرطت في الله، ولكن اذهب إلى البيعة واستحلفه بما يستحلف به مثله.
وقال أصحاب الرأي: يحلف بالله الذي أنزل إلا نجعل على عيسى ويحلف اليهودي بالله الذي أنزل التوارة على موسى، وقال محمد: استحلف المجوس بالله الذي خلق النار، وإستحلفه في بيت النار.
قال أبو بكر (١): أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يحكم بين أهل الكتاب بالقسط، والذي يجب أن يستحلف أهل الكتاب بما يستحلف به أهل الإسلام، ولا نعلم توجب أن يستحلفوا في مكان بعينه، ولا يمين غير اليمين التي يستحلف المسلمون.